اسألكم بالله ان تساعدوني

اسألكم بالله ان تساعدوني

بسم الله الرحمن الرحيم
اكتباليكم رسالتي مبللة بدموع الرجاء والضراعة ...ان يمنحني الصبر في مصيبتي ..بل في بلواي في عالمي المنحرف

اعترف اليك ياسيدي انني انسان تافه الى ابعدالحدود ... ولكن هل سألت نفسك من هو الجاني ومن هو المجني عليه
صدقني تعبت وانا ابحث عن اجابة لتلك السؤال ...واتمنى ان قصتي لن تشوه منتداكم الجميل بقذارتي

سيدي انا واحد من الشباب ..كنت ابلغ من العمر 13 سنة حباني الله بالجمال .. وقد كنت الفت نظر من حولي وكان جميع من الفصل او في الحارة يتمنون رضاي وكأنني بنت ...حتى المدرسين صدقني ياسيدي
هذه هي الحقيقة المرة ... كنت خجول بطبعي ...جبان في داخلي وكأن كل الناس وحوش كاسرة ...صدقنيكنت ارى خوف الوالدين من عيونهم وتصرفاتهم معي ...ولكني لم افهمها وليتني فهمتها
وذات يوم صارحني المدرس انه يحبني وانه سيحميني من الطلاب ..ووجدت عنده الحنان والرعاية ...صدقني كنت انظر الى الموضوع من زاوية اخرى ...ولكن اتى اليوم الذي دمر حياتي ...فقد اصبح يطالبني بالمزيد ...وكأنني فتاة امامه ...واصبح يصورني على سبيل الذكرى ...وليتني رددته ...ولكني كنت جبانا خائفا حيث انه مدرس ونا طالب ...ومرت السنون ونا كما انا لم اتغير ...ثلاث سنوات معه مرت حتى اعتدت على العمر ..حتى جاء مدرس جديد لمدرستنا ...صدقني من غير شعور احببته ...بقدر ماكنت اكره تلك الافعال المشينه من ذاك المدرس الا انني احببت ذاك المدرس الجديد ..وقد كان الطلاب الكبار في الفصل والمدرسة يتسابقون على ارضائي ...لجسدي فقط ؟؟؟
عشقت ذلك المدرس بصمت حتى انتهيت من الثانوية ...كنت اعيش معه في احلامي فقط وكم كنت اتمنى ان ابكي على صدره واشكو له لوعة الايام .........اشتموني وقولو عني ماتريدون ..ولكن تذكرو ان في داخلي انسان طيب يتمنى ان يعيش في مجتمع كثر فيه الانحراف ..اسف مجتمعي العزيز ...ولكنها حقيقة واضحة ايها المجتمع العزيز ...المهم مرت الايام وتخرجت من الثانوية بتفوق ملحوظ ... وتمنيت ان ارحل عن تلك المدينة وفعلا رحلت ...وتصورت ان الجامعه ستكون افضل من الثانوية حيث اجد فيها الطلبة الواعين المثقفين ...وللأسف انهدم حلمي ..فهاهم نفس الطلبة رغم تغير الاشكال ولكن تبقى الطباع واحدة ....فقد لفت انتباههم وسامتي ...واخذوا يتعرفو علي حتىتلحظ شهوتهم تبدوا واضحة ....صدقني لقد مررت علي ايام ...من خطف او غدر من اقرب اصحابي من اجل فقط جسدي اللعين ... وتحطمت كل امالي حيث الغربة والوحدة ...حيث انني جبان ولااعرف ان انافق كبقية البشر ...واصبحت محطة للامراض النفسية باانواعها ...حتى تركت الجامعه وعدت الى اهلي ... واصبحت في نظر اهلي مجنون ...صدقني لم استطع ان ابوح الى اي احد بمعاناتي ...فقد كان خوفي من الفضيحة هاجسا كبير ...والان انا ابلغ من العمر 24 سنة انسان محطم الى ابعد الحدود ...وكم استغرب الى الان ارى عيون الناس تلتهمني ...صرت اشعر كأنني فتاة ..ووالله العظيم هذا شعوري ...وهم السبب فهذا يقول شفايفك حلوة وهذا ك يتغزل في عيوني ...والاخر ........؟ كرهت هذا المجتمع صدقني بقدر كرهي لنفسي ..وقررت الهجرة الى اي مكان
وفعلا سافرت الى مصر ...وتغيرت نظرتي للحياة هناك احسست بالرجولة فقط ...هناك لأول مرة احب فتاة ...هناك ياسيدي ..ومكثت شهرين ولكن الظروف ارجعتني وكم تمنيت ان ابقى طوال حياتي هناك
ولكن لم استطع بحكم الظروف ...والان انا اعيش حياتي بذل وكره الى نفسي ...وابي يطالبني بالزواج ونا لم احس بناحية اي حب هنا ..فقط في مصر احببت هناك ... والان انا اعاني من قلق واكتئاب وتوتر فظيع ولاادري هل السبب مامررت به في حياتي

لكم الحق ان تشتموني ...ولكم الحق ان تلعنوني ...ولكني التمس الرحمة من بعد الله في قلوبكم

المصدر: نفساني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ صاحب المشكلة , لقد تأثرت كثيرا برسالتك وبما سردته لنا من احداث مرت في حياتك فغيرت مجراها .. اود أن ابدأ اجابتي بان اقول لك انه رغم انه بدى للوهلة الاولى بانك لا ترى في كل ما جرى شيئا ايجابيا واحدا الا انني ارى ان في لومك لنفسك وكرهك لما مرت بك من احداث شيئا ايجابيا . اتدري لماذا لانه بذرة خير يمكن من خلالها ان ننبت زرعا جديدا اخضرا يانعا . ولكي اساعدك على زراعة البذرة فانني سأبدأ بازالة ما تبقى عليها من غبار الاحداث ومن ثم اتمنى ان يساعدني الله فادلك على طرق تعينك على التغلب على ما انت فيه والوصول الى درجة احترام الذات سأبدا بمواجهتك ببعض الامور املة ان تواجه من خلالها نفسك مهما كانت المواجهة قاسية: 1- أنت تسأل من الجاني ومن المجني عليه .. وانا اذكرك اننا في حياتنا لسنا مسلوبي الارداة تماما واننا نساهم دوما فيما يجري لنا . تقول ان السبب هو وسامتك في المظهر وانا اذكرك انك بالتأكيد لست الوسيم الوحيد في مجتمعك وان هناك الكثيرون ممن يتمتعون بالوسامة العالية ولكنهم لم ينتهوا الى النهاية التي انتهيت انت اليها . اسأل نفسك , اتراك ساهمت ولو ببعض الشيء في اظهارها او ابرازها . اسأل نفسك ايضا اعجبك ولو بشكل داخلي ان يتمنى الجميع رضاك لوسامتك . انا لا ادري ولكني اسألك ان تسأل نفسك وتواجهها.
2- أتمنى ان تعود بذاكرتك وتسأل نفسك لماذا لم تتصرف بشكل مختلف مع المدرس الذي استغلك وقامك بتصويرك .. هل كانت لديك خيارات اخرى. بالتأكيد .. الم تكن تستطيع التحدث الى والدك او والدتك او احد اخوتك . هل كان هناك مجال للشكوى ولكنك لم تسلكه .. انا لا ادري ولكن اريدك ان تسأل نفسك .. وان تستمع الى الاجابة .
3- ما هي دوافعك ومشاعرك لحب المدرس الجديد هل تعودت على الامر واعجبك ام كان يروقك ان تكون الطالب المميز او المدلل مهما كان الثمن .. انا لا ادري ولكن اسألك ان تواجه نفسك .
4- حين انتقلت الى الجامعة ما الذي جعل الطلاب يعتقدون انك من هذا النوع من الرجال كيف وصلت اليهم الانباء .. هل هناك اشياء قمت بها او دلالات وصلت اليهم .. انا ايضا لا اعرف ولكن اسألك ان تواجه نفسك .
الجزء الثاني هو ان تدرك ادراكا تاما ان العيب لم يكن في المجتمع كله وان الحل ليس تغيير المجتمع كما تتوهم بل انه في تغيير داخلك. انا لا ادري عن اي مجتمع او بلاد تتكلم ولكن الحل ليس في الذهاب الى مصر وانها المكان الذي سوف يشعرك بالرجولة . ان المشاكل والانحراف موجودة في كل المجتمعات وليست قصرا على مجتمع بعينه وان الرجولة لا تفرضها البلاد بل يفرضها الاشخاص .
الجزء الثالث احترام الذات هو الطريق الى الصلاح ارى من كلامك الكثير من العبارات السلبية التي لن تقودك الا الى المزيد من الانزلاق في الهاوية . نعم لقد اخطأت واخطأت مرات عدة ولكن الانسان خطاء بطبعه ومن يخطأ ويعترف بخطؤه افضل ممن يخطأ ويبقى في أخطائه . اخطأت فانزلقت في حفرة سحيقة وجلست تبكي فيها سنوات عدة وتنعي حظك وتلوم مجتمعك ومظهرك على وقوعك فيها. اما ان الاوان ان تجمع قواك فتقف في حفرتك وتحاول ان تنفض تراب الماضي عنك وتحفر باظافرك طريقا لتخرج منها . نعم هناك دوما طريق . ان واجهت نفسك كما طلبت منك ان تفعل فستجد أن لديك القدرة على المواجهة وعلى محاربة كل من ينظر اليك بنظرة تنافي طبيعتك وان تفرض رجولتك وقوتك على الجميع .. الامر ليس سهلا يحتاج الكثير من الجلد والصبر والقوة والقسوة على نفسك ولا تقل انك جبان فالجبن شيئ نخترعه لنختبىء خلفه من المواجهة . قف قويا وواجه واسأل نفسك ما هو اسوأ ما يمكن ان يحدث لي ان دافعت عن رجولتي .. مهما تألمت ومهما فقدت فانك ستكسب ما تبحث عنه وهو الرجولة في نظر الناس ونظر نفسك . حاول ان تحب نفسك وان تسامحها ولا تذلها بالرذائل وان تجبر الجميع على احترامها . ودائما وابدا لا تنسى قول الله تعالى : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. صدق الله العظيم .. فغير نفسك واحملها معك عاليا , اعانك الله ووفقك .