لم يكن هذا عشمي فيكم!!!

لم يكن هذا عشمي فيكم!!!

مبارك عليكم الشهر إخواني...

سأنسى العتب لأنني طرحت سؤالاً منذ فترة ولم أجد الإجابة عليه بعد... وسأطرحه مرة أخرى وبأسلوب أوضح..

كان سؤالي.. وبأسلوب آخر..
عندما يأتيني طفل في العيادة.. ظاهرة عليه بعض العلامات التي تشير بأن لديه خوفاً من المدرسة.. ماالحد الفاصل الذ يجعلني أقول أن لديه قلق انفصال وليس خوف من المدرسة.. أو العكس؟.

حيث لاحظت أن كل من رأيت من أطفال في المستشفى الذي تدربت فيه .. وما قرأت في المنتديات التي شاركت بها عن حالات مشابهة.. أن التشخيص غالباً ما يكون قلق انفصال.. بالرغم من أن الطفل قد لا يواجه مشكلة لو ذهب لوحده إلى أي مكان آخر غير المدرسة.. (لأنني كنت أعتقد سابقاً أن هذا هو الفرق.. ولكن ما قرأت ورأيت يخالف ذلك.. إذ وجدت أن ذلك ليس مقياساً )..
كما أنني ومن خلال قراءاتي عن أي من هذين الموضوعين أجد الكاتب يذكره مرة باسم قلق الانفصال ومرة بالخوف من المدرسة.. وذلك في أغلب القراءات.. مما حيرني وجعلني أطرحه عليكم هنا.. وكنت واثقة من قراءة إجاباتكم الشافية.. ولكـــــــــــــــــــــــــن...............!!!..

المصدر: نفساني

مرحبــــــــــا....
أهلا بك أخي ..
ومساءاك الخيرررر ..
سلام الله عليك ، ورحمته ن وبركاته ..
أخي من طيب أصلك ، وقلبك الياسميني ... سحبت عتابك لنــا لتأخر التعليق على تسألك ،
* من الواضح لي يا أخي أنك زميلا في المهنة أخصائي نفسي ، ولست طبيباً ، دوما ينشغل بالتشخيص ، من أجل احتياج الحالة للدواء أو عدمه ..
* في البدء لدينا مخوف مدرسي ، وقلق انفصال .. وكما أوضحت وجدت أن الأطفال يكونون قادرين على البعد أو الذهاب لوحدهم لأماكن أخرى في غير المدرسة .. مما يعني أن الطفل قادر على البعد عن والديه أو أنه استطاع تجاوز الارتباط بهم أي أنه أنفطم نفسيا عنهم ، وهنا يبقى إذن ما دام هناك أعراض لرفض المدرسة أو البكاء فيها أو ظهور أعراض جسدية داخل المدرسة أو قبل الذهاب لها خاصة في الصباح .. مع استقرار حالته أيام الإجازات ، والخروج من المدرســة .. هنا نكون قد حددنا ، وليس شخصنا ( لا أريدك أن تنشغل بالتشخيص ) خاصة أن هناك اتجاه علاجي نفسي لا يحبذ التشخيص ، ولا الاعتماد على المقاييس النفسية .. وهذا ما أؤمن به أنا لاعتبارات كثيرة منها عدم موضوعية ، ودقة مقاييسنا ، وتعقيد النفسية للإنسان ... ونوع من عدم حصر هذا الإنسان طفلا أو كبيرا في زاوية محددة ، ....!!
وعليــة يمكن القول أن الطفل الذي يعاني خوفا مدرسي يتضمن ذلك قلق انفصال في حالة إذا استبعدنا أن خوفه لا علاقة له بالمدرســة ( من معلم أو ضرب أو طلاب .. ) وعموما يكون مثل تلك المخاوف لدى أطفال التحقوا بالمدرســة ، ولم يكن لديهم أية مشكلة ثم حدث لهم الرفض أو التوتر من المدرســة ، وظهور الأعراض التي تمنعه من العودة لها أو المجيء لها في وجودها ، وبقائه خارج الفصل ..
أما الخوف المدرسي فكثيرا يكون واضحا منذ الأسبوع الأول ( وهنا نجد أن لارتباطه بوالديه ، وعجزه عن الانفصال عنهم لوجود خبرة جديدة ، تتطلب بعدا ، ووقتا عن الأسرة ) ، وبقاء والده أو الأم مع أبنتها طوال الأسبوع مع أبنتها ، وحتى بعد ذلك وهذه من الأخطاء التي ترتكب من الأسرة ، والمدرســة السماح للأب أو الأم في البقاء مع أبنهم أو أبنتهم داخل الصف أو خارج الصف ، نوعا من المحاولة والتوقع أن هذا يساعد على تجاوز الطفل لخوفه ، وهم بذلك يدعمون الخوف ، ويحذرونه ، لأن المشكلة هي الشعور بعدم الأمن من ابتعاده لمصدر الأمن ، وهو الأب ، والأم أو البيت الذي أعتاد البقاء فيه بوجود والديه ، وأمثال هؤلاء الأباء .. يكونون قلقين بدرجة مبالغة ، ولا يعلموا أن قلقهم ينعكس على طفلهم سلباً فيكون الطفل في دائرة مغلقة من الخوف من داخله ، ومن والديهم ، وسيطرة هم المدرسة ، وعدم دراسته ..
أخي الفاضل .. قلق الانفصال نتيجة أسلوب تربية ، ويترتب عليه ، ومن المتوقع كثيرا حدوث الخوف المدرسي لمثل هؤلاء الأطفال ... ولو سألت الأسرة لوجدت الطفل ما زال ينام بين والديه أو معهم في نفس الغرفة ، ولوجدته لا يستطيع مفارقتهم ، وحتى في التسوق ممسكا بعباءة والدته أو يد أبيه ، وإن كان في حديقة أو صالة ألعاب لوجدته يمارس لعبه وعينه لا تفارق مكان وجود أهله .. ومن يعاني قلق الانفصال تجد الأم بالذات نفسها تعاني ذلك ، ولو سألتها يا خاله أنت ماذا تشعرين في حالة أبتعد عنك حتى داخل البيت أو حتى لو طلبت أن ينام لوحده لرأيتها تبتسم ، وتقول أو تعبيرها تقول أنها لم تنفطم من أبنها إلا من عدم إرضاعه ثدييها أما نفسيا فما زالت هي من يحتاج إلى مساعدتها ، وتأكيد أن أبنها يملك القدرة ، والمهارة للاعتماد على نفســه ، وكل حالة لها ظروف فالأم التي لا تملك إلا طفلا واحدا أو ولدا بين أنأت أو بنتا بين ذكور أو أبنا أباه توفي بعد مجيئه .. يجعل من تلك العلاقة الغير طبيعية ، والمبالغ فيها لها مبررها من قبل الأم على الأقل من خلال ما تشعر فيه هي ..ولا يعني هذا أن من يعاني قلق الانفصال بالضرورة سيعاني من الخوف المدرسي فهناك حالات قد يصل إلى المرحلة المتوسطة ، وقد تكون نادرة ما زال يجد صعوبة من الانفصال عن والدته ، والنوم معها ، أو البقاء لوحده داخل البيت أو حتى في الدور العلوي دون وجود أحد من الأسرة ... بينما تجده مستمرا في دراسته ، لكن يخفي قلقا ، وأعرض أخرى من السهل تفجرها في حالة تعرضه لأي خبرة مؤلمة ,,,
* أخي في الحالتين نحن أمام طفل يعاني من ارتباط غير طبيعي في حالة قلق الانفصال ، ودورنا كيف نساعد الطفل ، والأم على ذلك .. وأما طفل يخاف المدرســة كيف نساعده للعودة لمدرستــه ، وكلا الحالين تتطلب العمل على أكثر من محور للأسرة ، والمدرســة ، والطفل نفســه ، بعد إيقاف الأساليب الخاطئة في التخبط في علاج الطفل أيا كانت تلك الأساليب تهديدا أو قسره بالذهاب للمدرسة أو البقاء معه من قبل الأباء ..
* أخي الفاضل ...لأكون واقعيا معك بما أنك تعمل في مستشفى ، ولنتواصل في أحد الحالات التي تتابعـها ، ولتكن حالة جديدة .. كي نبدأ معا سواء ..
* أخي لك التوفيق ، والدعاء الصادق .