الجحيـــــم وماذا بعــــــد
بصراحة لا أعلم كيف أبدأ بطرح الموضوع عليكم لكن ما اتمناه على الجميع أن يحاول الشعور بشعور الغير وان لا يكون انانيا في تفكيره تجاه الآخرين
في البداية انا شاب وعمري 22 خريفا كئيبا كنت متفوقا دراسيا و متميزا في امور عدة ومنها علاقاتي الإجتماعية وحب الآخرين ... حتى بدأت مرحلة المراهقة في عمر 15 وكنت وقتها ملتزما دينيا وعلى علاقة ممتازة مع الله ومع الدين ....
كنت أعرف ان في هذا العمر يزداد افراز الهرمونات في الجسم وتطرأ تغييرات نفسية وجسمية على المراهق ومنها ظهور الشهوة تجاه الإناث وانتظرت نصيبي من هذه الشهوة ولكن دون جدوى كنت اراقب أصدقائي وهم ينظرون غلى الإناث بنظرات غريبة تدل على التعطش للجنس اما انا فلم اختبر ذلك الشعور أبدا فظننت في البداية انها ميزة غمرني بها رب العالمين بان لا اكون ضعيفا أمام الجنس الآخر حتى تبين لي أن ذلك الشعور موجود لدي لكنه تجاه الشباب امثالي ... هنا كانت الصدمة الكبيرة وخاصة اني لم اكن اعلم إلا ان اتيان الذكر للذكر عقوبته القتل في الدنيا وجهنم وبئس المصير في الآخرة ولم اكن أعلم حتى ان هناك أناس يدعون بالشاذين .... اكتأبت لفترة طويلة وزاد اكتئآبي فكرهت ذاتي لأبعد الحدود وكنت اتمنى ان أصرخ واسمع العالم كله ما اشعر به وما اعاني منه فقد كنت اشتهي ذاتي واحب ان أرى نفسي عاريا وكنت مستبعدا تماما فكرة الممارسة لما لها من عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة ... رافق الإكتئاب فشل دراسي ويأس من الحياة لا يوصف وكم تمنيت الموت وقتها ولكن لم يكرمني الله بالموت فقد كان راحة لا اطمح إلا لها على اي حال بقي وضعي في مد وجزر حتى قررت أن اراجع طبيبا نفسيا وفعلا فعلتها وذهبت للطبيب وتحدثت لأول مرة في حياتي عن مشكلتي فقال لي إنه مرض وله علاج لكنه مكلف فتركت الجامعة وعملت لمدة سنة كاملة وجمعت مبلغا من المال وعدت للطبيب لم يكن يهمي وقتها إلا الشفاء والعيش كبقية البشر وخضعت لكاذيب العلاج النفسي وجلسات العلاج حوالي الشهرين ولم أخرج بنتيجة إلا نتيجة واحدة بأن المشكلة من دون حل وأن العلاج ليس سوى اكذوبة اختلقها الاطباء لتحيق الربح المادي لا اكثر ولا اقل ... بعدها قرأت عن الموضوع بشكل كبير وحاولت ان اجد لنفسي مكانا بين الأسباب النفسية المؤدية للشذوذ لكني لم اجد فقد كانت طفولتي أكثر من طبيعية ولم اتعرض لأي موقف شاذ في طفولتي حتى اني لم اكن اعلم انه من الممكن ان تتم علاقة بين شخصين من جنس واحد ... من الصعب النسيان من الصعب التعايش مع المشكلة فقد اصبحت مضطرا للإبتعاد عن الكثير من الامور التي من الممكن ان تثير غريزتي الملعونة كارتياد نوادي السباحة التي كنت اعشقها في الصغر او ممارسة اي نوع من الرياضة ... صعب ان يحس قارئ هذا الكلام بأي شئ من الذي أقوله فلا يحس بالنار إلا من يديه بها معاناة لا توصف لأمر لا ذنب لي به ... خاصة أني لا اعاني من أي مشاكل فيزيائية فكل أعضائي طبيعية وشكلي طبيعي ولا يدل على ان هناك مشكلة ما ... وما زاد الطين بلة أن الإعلام العربي يخجل ان يطرح مشاكل كهذه وكم تمنيت ان تطرح المشكلة بجرأة وبدون خوف حتى أشعر ان هناك من يحس بألمي لكن للاسف فالمجتمع العربي أشبه بالنعامة التي تطمر رأسها في التراب وتقول انا لا ارى شيئا ولا احد يراني ...
قرات احدى المرات انه من الممكن ان تكون مشكلة الشذوذ وراثية وتنتقل عن طريق الأم لأبنائها ... وهذا ما حاولت أن أسال عنه واتمنى ان أجد جوابا هل سأورث أبنائي -فيما اذا كانت مشكلتي وراثية- تلك المأساه وخاصة انني لا اتمنى لأحد في العالم ان يمر في ظروف مشابهة لظروفي فما بالكم باغلى ما يمكن ان املك وهم أطفالي .
|