رهاب لا بل إرهاب

رهاب لا بل إرهاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير

انا شاب عمري 31 سنة .. وفي مركز قيادي يتطلب مني إعداد ورش عمل ومحاضرات ولقاءات ودورات وحلقات نقاش.
في أيام دراستي في مراحل التعليم العام (ابتدائي-متوسط-ثانوي) كان وضعي الدراسي جيد خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة فقد كنت من المتفوقين وكانت لي بعض المشاركات المتواضعة في الأنشطة المختلفة مثل المسابقات العلمية ..
أيضاً كنت اشترك في المناقشة مع المعلمين وكانو يثنون علي حتى في المواد الشفوية وإلقاء النصوص الأدبية وقراءة القرآن الكريم ، فلم يكن لي أي مشكلة في ذلك.. على الرغم من خجلي الشديد.
بدأت مشكلتي الحقيقية في المرحلة الجامعية تحديداً في السنة الثالثة من الجامعة (قبل 9سنوات تقريباً) سجلت مقرراً وكان استاذ المادة يطلب من كل طالب تحضير موضوع من موضوعات المادة وتحديد موعد لعرضه أمام الزملاء ، من ثم يفتح النقاش من قبل الزملاء.
لكم أنت تتخيلوا الموقف حينها .. قمت بتجهيز موضوعي جيداً .. وعند العرض خرجت أما الطلاب واستاذ المادة جالس يساري .. رجفة .. سرعة ضربات قلبي .. تصبب عرق بشكل كبير رغم برودة الجو..
وزاد من ذلك صديقي الذي كان من ضمن الحاضرين جالساً في مقعده ولا أرى سوى ضحكاته واستغرابه لما أنا فيه من حالة .. المهم ألقيت موضوعي على عجالة وباختصار شديد رغم كل البروفات التي عملتها ليلة المحاضرة .
بدأت أسئلة الطلاب الذين قدروا حالتي ولم يثقلوا علي بالأسئلة ولم أصدق حينها أنني انتهيت من عرضي وتنفست الصعداء.
وخرج زميل آخر لعرض موضوعه وفي تلك اللحظات صدقوني حسدت ذلك الزميل على عرضه الجميل وثقته الكبيرة في نفسه ، علماً بأن موضوعه كان عادياً جداً . مقارنة بالموضوع الذي طرحته والجهد الذي بذلته في إعداده .
المهم في النهاية حصلت على 16 من 20 على عرضي ولم أصدق فحمدت ربي كثيراً على ذلك.
من تلك المحاضرة وأنا أعاني كثيرا من الخوف من مقابلة الجمهور أو إلقاء محاضرة أمام أشخاص أو بالأحرى أقران لي .
وزادت الحالة سوءاً فأصبحت اخشى إمامة الناس في الصلاة - لم أكن أعاني منها في السابق-
وترددت كثيراً في قبول مركزي الحالي بسبب هذه الحالة على الرغم من أن ترشيحي جاء بناءً على تميزي في مجال عملي السابق.
والآن لي أكثر من 4 سنوات في هذا المركز وأفكر كثيراً في الاعتذار عنه ..حيث أصبحت اتهرب من الاجتماعات واللقاءات أو استخدم وسائل أخرى مثل العرض بالكمبيوتر حتى أقلل من المحاضرة .
واعترف بأنني لم أيأس وحاولت جاهداً للمواجهة في كثير من المواقف وأكثر من الدعاء لكي أنجح في مهمتي وأعد لها جيداً قبل الشروع فيها ولا أنكر أنه في بعض الحالات أنجح ولكن غير راضٍ عن نفسي حتى الآن وأرى أن كل ما قمت به لا يوازي حجم إعدادي للموضوع..
والمشكلة العظمى أنني لا أرى مبرراً لكل هذه الخوف فأنا شخص ولله الحمد ناجح ومحبوب ومرغوب ولدي ما أقدمه وصدقوني أتمتع بصفات قيادية جيدة وأحفز على العمل ولدي أفكار جيدة في مجال عملي.
لكن مشكلتي الرهاب ........لالالالا الإرهاب
أرجو مساعدتي في أي شيء
فأنا قرأت لأحد الأعضاء مشاركة وكان يعاني من نفس المشكلة وبدأ يأخذ دواء ويقول بأنه يشعر بتحسن كبير على الرغم من أنه أصبح ينام كثيرا بسبب العلاج.
أيضاً أفيدكم بانني لم أراجع أي طبيب نفسي أبدا .. ولكن قمت بتعبئة استبانة الرهاب الاجتماعي عند العرب والموجودة في موقع الدكتور/ حسان المالح .. وحصلت على درجة 40 ووصف لي حالتي بأنني اعاني بدرجة متوسطة إلى شديدة من الرهاب الاجتماعي .
انتظر ردكم على أحر من الجمر

المصدر: نفساني

أخي الفاضل ....
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
وصباحات الخيررررر ..
أخي أولا لا تتردد في قبول المنصــب كي لا تفوتك الفرصــة ...وهذا في حد ذاته خطوة لأن تواجه شيء من مخاوفكِ ...
ثانيا من ذكرك لتاريخك الدراسي ، ومشاركتك ، وتفاعلك أنك كنت طالبا دون خجل أو رهاب ...وأيضا ما زلت تملك الثقة في قدرتك ، ولا ينقصك شيء ..
كل هذا يؤكد أن ما تعانيه تم اكتسابه من تجربتك التي حدثة في الجامعــة ، ولا داعي للدخول كيف ، ولماذا حدثة ...
الآن ما تحتاجــه أن يدفعك أنتظارك على الجمر إلى مراجعــة طبيب نفسي من باب الأستشارة ، وإلا أكثر ما تحتاجــه هو بعض جلسات نفسية لتكتسب مهارة كيف تتعامل مع أفكارك التي يتوالد عنها الأعراض الجسدية التي تمنعك كثيرا من المشاركة ، والتي جعلتك تتهرب من المنصــب ، وحتى الدواء لو احتجت إليه فهو دواء آمن ، ونعم سيخفف أو يقلل كم من الأعراض التي تشعر بها في المواقف المقلقة أو المرهبة لك كالتعرق ، وزيادة ضربات القلب ... لكن الأفكار التي تحملهــا منــذ تجربتك في الجامعة هي من تحتاج إلى تغيير ..
ربي يحفظك ، ويوفقك وتكون في المنصب الذذي تستحقه ، وأنا أيضا أرى ذلك .