الجدّية تُبعد بعض المشاكل النفسية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله
قبل البدء أشكر الإخوة القائمين على المنتدى العامر ، وأسأل الله لهم التوفيق والنجاح دنيا وأخرى.
إن من الأمور التي جعلت الغرب ينجح ،هي، الجدّية في العمل والمثابرة حتى الوصول ، إننا نملك المنهج الصحيح الذي يأمرنا أن نتعامل في كل شؤون الحياة وجوانبها بالجدّية ، إننا إذا أردنا أن ننجح على كل الأصعدة ، لا بد من الجدّية ، ولا أقول النجاح هو الوصول لتحقيق الهدف ، لا ، بل النجاح في نظر منهجنا الإسلامي ، هو العمل بجدّية وفق أوامر الله ونواهيه ـ، وليس النجاح تحقيق الهدف- ، إن تحقق الهدف بها ونعمت ، وإن لم يتحقق ، فالله سبحانه يقول:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى }(آل عمران:195) يعني سعيك محفوظ.
إن الغرب لا يملك ممّا نملكه شيئا ، ولكنه ينظر إلى أصغر الأمور على أنها مهمّة ، وإن أخذها على محمل الجد يؤدي إلى عمل ، ولككننا على عكس ذلك ، أضرب مثالا له علاقة بموضوعنا النفسي:
إذا تعرّض الطفل عندنا إلى صدمة نفسية ، فإننا نتصرّف معه وكأنه رجل راشد ونأمره كما نأمر الرجل الراشد بالتعقل وعدم الخوف من الصدمة أو الارتباك ونطلب منه أن يسكت عن البكاء أو يتصرف وفق الرجولة ، ونقول له : عيب أنت رجّال عيب أنت كبير عيب أنت وأنت 00الخ . وهكذا ، والطفل هنا تزداد صدمته ، لماذا ؟ لأن الذين يلجأ لهم وهم والداه يتعاملان معه بهذه الطريقة التي تزيد في صدمته - أي صدمة كانت - في حين أن غيرنا ممن لا يعرفون الله ورسوله ، يأخذون المشكلة على محمل الجد ، ويتعاملون معها وفق منهج علمي مدروس سواء كان الوالدان طبيبين ، مهنسين ، معلمين ، او كانا مزارعين أو مراسلين في دائرة حكومية.
في حين أن ديننا يأمرنا أن لا نتعامل مع الأمور إلاّ وفق منهج علمي، وإلأ : { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الاسراء:36) فإن طبقنا هذه الآية فستخف كثيرا مشاكلنا النفسية.
وفقكم الله جميعا
|