![]() |
|
![]() |
|
![]() |
||||||||
|
||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | |||
عـضو مؤسس
![]() |
د.البندري العمرفى حوار حول الاخطاء في تربية الابناء(3)
العقاب دواء!
* تحدثنا عن التشجيع والمكافأة كأسلوب تربوي فماذا عن العقاب وما حدوده في تربية الأبناء؟ يرى الإمام "الغزالي" أن العقوبة التربوية يجب أن تكون عقوبة مربية، بمعنى أن تكون ذات طبيعة بناءة تتوخى الإصلاح، وليس تدمير مشاعر المتربي وإهانة كرامته والتحقير من شأنه، ومن حق الوالدين على أبنائهم أن يزجروهم ويؤدبوهم، غير أنه لا بد أن تكون العقوبات مبنية على دراسة وتأنٍّّ، فلا تتخذ العقوبات بصورة ارتجالية في ثورة الغضب، بل يدرس العقاب المناسب، إذ لا يحسن المبادرة بعقوبة يندم عليها الوالدان أو يصرحان بها ثم يتراجعان عنها. وفي بعض الأحيان يكون الأطفال ضحية لمزاجية الأب أو الأم، فإذا حصل خصام أو سوء تفاهم بين الوالدين صب كل منهما غضبه على الصغار، وهذا من الظلم، فما ذنب هؤلاء الأطفال؟ وهو أمر مشاهد حيث تكون طلبات الصغار وأسئلتهم مرفوضة في حال الغضب، ولا تخلو ردة الفعل من الزجر في هذه الحال، بل الضرب أحياناً. وفي مقابل الإسراف في العقوبة نرى بعض الآباء لا يعاقبون أبناءهم عند الخطأ، ويعتبرون ذلك أسلوباً حضارياً وتربوياً صحيحاَ، وفي هذا الشأن يقول الشيخ "محمد قطب": "التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر ذلك من باب التظاهر بالعطف على الطفل أو التظاهر بالعلم، فالتجربة العملية ذاتها تؤكد أن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها، والتجربة أولى بالإقناع من النظريات المجردة. فالعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى مصالحها في مستقبلها، لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها، فالعقوبة إذاً لا بد منها، لكن ينبغي مراعاة ما يلي: * احترام كيان الطفل وتقديرنا له كإنسان بالعبارات اللائقة، كأن يقال له عند معاقبته: لم أتمنَّ أن أحرمك من كذا، ولا أن أعاقبك بكذا، لكن اضطررتني لذلك. ولا يضرب بهمجية، أو تطلق عليه الألفاظ البذيئة السوقية. * أن يراعى التدرج السليم في التأديب، فيبدأ بالتوجيه والإرشاد، ثم إذا لم ينفع انتقل إلى التوبيخ، ثم إلى التهديد، كأن تقول له الأم إذا أخطأ: سأخبر والدك إن فعلت كذا مرة أخرى، أو سأعاقبك بحرمانك من الذهاب معنا إلى أخوالك، ونحو ذلك. والتخويف بالأب من أفضل الأساليب التربوية في العقوبة، وله أثره الجميل في نفس الزوج، ثم يلي التهديد التنفيذ. * أن التنفيذ لا يعني الضرب فقط، بل العقوبة قد تكون معنوية، مثل: الإعراض والمقاطعة من الوالدين فيهجرانه ويمتنعان من التحدث معه أو سماع قصته أو حديثـه، أيضاً الحرمان من الأشياء التي يحبها الطفل، مثل: زيارة الأقارب والأصدقاء، اللعب ببعض الألعاب، حبسه في مكان ما لبعض الوقت. * أن تتنوع العقوبة؛ لأن تكرار العقوبة الواحدة يفقد أثرها بالنسبة للطفل، لذا لا بد من التغيير. * أن تكون العقوبة متناسبة مع الجرم، فلا يبالغ في الجرم الصغير، ولا يُستهان بالعظيم. * أن تصرف العقوبة في وقتها، ما لم تكن المصلحة في التأخير. * أن يترك الطفل يختار العقوبة المناسبة، أي يشارط، فيقال له: يا بني، إن فعلت كذا فما هي عقوبتك؟ فيترك الطفل حتى يختار لنفسه عقوبة، وعندها سيراقب نفسه جيداً فلا يعود للخطأ. * أن يراعى عند معاقبة الطفل بالضرب قواعد الضرب، فيبتعد عن الأماكن الحساسة؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه"، أيضاً يجتنب الضرب المضر، فالمطلوب الضرب المؤلم لا المضر، وذلك أن للإفراط في العقوبة الجسمية مضاراً، منها: أن يألفها الولد، ويصبح بليداً، أو أن يلجأ الطفل لتحقيق ذاته بأساليب منحرفة، وعندما يكبر يكون لذلك أثره السلبي فيجد في نفسه حقداً على والده أو والدته، كما قد يكون ذليلاً يخاف من ظله، أو ربما جباراً قاسياً لا يرحم من هو أضعف منه يتبع00000000000000000> المصدر: نفساني
|
|||
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|