المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

كيف ننسى مصائبنا؟

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم هل من ترياق يأخذه المرء منا فينسى أحزانه وآلامه وشجونه؟ أو هل من طبيب يعالج فينا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-02-2016, 11:09 PM   #1
المسلاتى
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية المسلاتى
المسلاتى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46734
 تاريخ التسجيل :  04 2014
 أخر زيارة : 19-02-2022 (09:06 PM)
 المشاركات : 1,381 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
Icon11 كيف ننسى مصائبنا؟





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

%D9%82%D9%85%D8%B1%2


هل من ترياق يأخذه المرء منا فينسى أحزانه وآلامه وشجونه؟


أو هل من طبيب يعالج فينا عضلة التذكر فتتخدر، وتطمس حينها الذكريات حزينة؛ فلا نتذكرها ثانية؟


يقول زكي مبارك: "أحب أن أنسى ولكن.. أين بائع النسيان؟".


أين من يضمد الجراح، ويُسلّي الروح، ويربت على القلوب الحزينة الملتاعة؟


ولا أظن أن واحداً منا لم ينادِ يوماً على بائع النسيان ليبيعه شيئاً من بضاعته!


فما من امرئ إلا ولديه ما يحتاج إلى نسيان.. كلنا نمتلك ملفات في صندوق ذاكرتنا، يجب أن تُحرق تماماً: علاقة مُحطمة.. كبوة قاسية.. فشل ذريع.. أمل لم نبلغه..غاية لم ندركها..


أشياء وأشياء يكفي تذكرها كي يلتاع الفؤاد وتهيج الروح.


فكيف ننسى؟، كيف ننطلق للأمام غير عابئين بالماضي وآلامه، متخطين أحزانه وجزعه وأهواله؟


وفي الحقيقة إن النسيان أمر صعب، إن لم يكن مستحيلاً؛ وذلك لأن الذاكرة يستهويها الاحتفاظ بالتفاصيل المؤلمة، وتهوى أرشفة الحزن والألم واللوعة.


لكننا نستطيع أن نقفز فوق آلامنا وأحزاننا، إن لم نستطع نسيانها؛ وذلك بفعل ما يلي:



لا تُقِم مأتما بقلبك
ما أعجب بني البشر، يلعنون الحزن بَيْد أن له في قلوبهم هوى وعشقاً، ومُعظم من قابلتهم من البشر يدمن الحزن، ويتلذذ بدقائق الشجن ولحظات اجترار الأحزان.. إننا -مع الأسف- نهوى إقامة المآتم في قلوبنا؛ فنبكي على حبيب قد غدر، وصديق قد خان، ودهر يتقلب فتتقلب معه أحوالنا، نذرف الدمعة تلو الأخرى، ونتذكر ما كان كل دقيقة وثانية، دون أن نحاول غلق باب التذكر.


وهل يجلب الحزن مثل التذكر؟


هل ينكأ الجرح مثل العبث به، والضغط عليه، بدلاً من تجاهله ونسيانه؟


وهل يمكننا التعافي ونحن نبحث عما يساعدنا على اجتلاب ما يعيدنا إلى اللحظة التي نتمنى نسيانها؟


يا صديقي.. إذا ما أحببت أن تعلو فوق أحزانك؛ فيجب أولاً أن تهدم ذلك المأتم الذي أقمته بداخلك، ولن يكون ذلك إلا بالكفّ عن الدوران حول الموقف أو الحدث المؤلم الحزين، واسترجاع ما من شأنه أن يعيدك في ثانية إلى ما يحزنك، يجب أن تُشغل القلب والنفس والروح بما يستنهض عزمك وطموحك وأمانيك، أن تؤمن بأن أفضل ما في الحياة لم يأت بعد فتنطلق إليه، وبأن أحزانك الماضية ليست سوى نوع من الضريبة التي ندفعها نظير العيش في عالم كُتِب علينا أن نعيشه في كمَد وكبَد؛ مصداقاً لقول ربنا {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}.


افتح صندوقك الأسود

flight_recorder-3.jp
فكما أننا بحاجة إلى هجر التذكر الدائم للآلام والمصائب؛ فإننا بحاجة كذلك إلى الحديث عما يؤلمنا، وفتح الصناديق السرية التي نحتفظ فيها بأحزاننا؛ وذلك لأن إغلاق القلب على الشيء المؤلم خطر، تماماً كمداواة جروح الجسد دون إخراج الشظايا التي دخلته؛ فعاجلاً أو آجلاً سينتشر ما دفناه بالداخل، ويدمر كل شيء، وعندها فقط ندرك أننا كنا نخدع أنفسنا، وبأننا لم نتطهر بعد.

ليس في الأمر تضاد يا صاحبي؛ فالحديث عن الأحزان مُهم، وقديماً قيل :


إذا ما عراكم حادث فتحدثوا .... فإن حديث القوم يُنسي المصائبا


سنحتاج في أوقات ما أن نفتح بوابة القلب، ونُخرج ما يحزننا، شريطة أن يكون لمن نثق به، ونثق بقدرته على الاحتواء والنصح، وجميل الإنصات والتفهم.


ليس حديثاً سوداوياً موصولاً؛ وإنما بوح وشكوى، وطلب معونة ودعم، نتذكر خلالها ضعفنا البشري، ونقف على الحدود الحقيقية لقدرتنا، ونقطف العِبرة والمثال، وبعدها ننسى ما كان، ونعود إلى سابق حياتنا.


ثق بربك
أن تكون هذه آخر النصائح ليس لكونها الأقل أهمية؛ بل كي تكون خاتمة القول؛ فلا تُنسى أبداً.. فمَن غير الله يُعين المرء على نسيان آلامه وأحزانه؟ ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ بالله من "الهم والحزَن"؛ فهو دعاء والتجاء إلى الله أن يُذهب عنا الهموم والأحزان، ثم يجب أن يكون المرء منا بجانب ذلك متفائلاً بأن الغد أفضل من اليوم؛ فالتفاؤل جزء من طبيعة الإنسان المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، ويقول ربنا جل اسمه في الحديث القدسي: "أنا عند ظني عبدي بي؛ فليظن بي ما يشاء"؛ فجعل ثقتنا به، وحُسن ظننا بتقديره أول درجات الراحة والهناء، وفي المقابل فإن تشاؤمنا وحزننا، وتزعزع ثقتنا بحوله وقوته بداية السوء والهلاك.

يا صاحبي.. ليس في محكمة الحياة استئناف! أحكام ربنا نافذة، لن يُجدي معها معارضة أو صراخ أو عويل.


إن قضى بحُكم؛ فإن أفضل ما نفعله أن نُسلم له تسليماً مُطلقاً نهائياً، أن نقول كما علّمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "قدّر الله وما شاء فعل"؛ فالتسليم بالمشيئة أحد أفضل ما يقوم به العقلاء؛ بينما العويل والشكوى دلالة على اهتزاز العقل واضطرابه، وهو أيضاً دليل على ضعف الإيمان واهترائه.


كريم الشاذلى
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 21-02-2016, 11:43 PM   #2
أم البنوتات
عضـو مُـبـدع
[فصبر جميل]


الصورة الرمزية أم البنوتات
أم البنوتات غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52419
 تاريخ التسجيل :  12 2015
 أخر زيارة : 19-01-2017 (02:07 PM)
 المشاركات : 574 [ + ]
 التقييم :  12
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Forestgreen


فقط عندي ملاحظة....

في مقولة:يقول صلى الله عليه وسلم: "تفاءلوا بالخير تجدوه"
هذا ليس بحديث
وهذا سؤال طرح على الشيخ ابن باز رحمه الله

السؤال:
ما صحة هذه العبارة، وهل هي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا خيراً تجدوه)؟
الجواب:
لا أعلم لها أصلاً بهذا اللفظ، ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل، والفأل هو الكلمة الطيبة، أما تفاءلوا بهذا اللفظ الذي ذكرته السائلة لا أعلم له أصلاً في الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، ولكن معناه صحيح، فإنه يحب الفأل عليه الصلاة والسلام، وينهى عن الطيرة، والفأل هو الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم، فيرتاح لها وتسره، هذا يقال له الفأل، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وأحسنها الفأل)، نهى عن الطيرة وقال: (أحسنها الفأل)، والفأل -كما تقدم-: أن يسمع كلمة طيبة فيُسر بها ويمشي في حاجته، ولا ترده عن حاجته، كإنسان يطلب ضالة فيسمع إنسان يقول: يا واجد، أو يا ناجح فيفرح بذلك، أو مريض يسمعه يقول: يا معافَى، أو يا مَشفي، أو ما أشبه ذلك، فيفرح بذلك ولا يرده عن حاجته، وما أشبه ذلك.

وبالنسبة للموضوع فهو جميل و لكن الأصل دااااااااااااااااااااائما هو الالتجاء لله في أحزاننا
فله سبحانه من إليه الشكوى وعليه التوكل و التسليم

وذكر الله هو مايدخل السرور للنفس البشرية فتشعر بالرضى عن الحاضر و لا تشعر بالحزن على الماضي

اللهم ارزقنا الرضى يااااااااااااااااااااااااارب


 

رد مع اقتباس
قديم 21-02-2016, 11:53 PM   #3
المسلاتى
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية المسلاتى
المسلاتى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46734
 تاريخ التسجيل :  04 2014
 أخر زيارة : 19-02-2022 (09:06 PM)
 المشاركات : 1,381 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البنوتات مشاهدة المشاركة
فقط عندي ملاحظة....

في مقولة:يقول صلى الله عليه وسلم: "تفاءلوا بالخير تجدوه"
هذا ليس بحديث
وهذا سؤال طرح على الشيخ ابن باز رحمه الله

السؤال:
ما صحة هذه العبارة، وهل هي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا خيراً تجدوه)؟
الجواب:
لا أعلم لها أصلاً بهذا اللفظ، ولكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل، والفأل هو الكلمة الطيبة، أما تفاءلوا بهذا اللفظ الذي ذكرته السائلة لا أعلم له أصلاً في الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، ولكن معناه صحيح، فإنه يحب الفأل عليه الصلاة والسلام، وينهى عن الطيرة، والفأل هو الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم، فيرتاح لها وتسره، هذا يقال له الفأل، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وأحسنها الفأل)، نهى عن الطيرة وقال: (أحسنها الفأل)، والفأل -كما تقدم-: أن يسمع كلمة طيبة فيُسر بها ويمشي في حاجته، ولا ترده عن حاجته، كإنسان يطلب ضالة فيسمع إنسان يقول: يا واجد، أو يا ناجح فيفرح بذلك، أو مريض يسمعه يقول: يا معافَى، أو يا مَشفي، أو ما أشبه ذلك، فيفرح بذلك ولا يرده عن حاجته، وما أشبه ذلك.

وبالنسبة للموضوع فهو جميل و لكن الأصل دااااااااااااااااااااائما هو الالتجاء لله في أحزاننا
فله سبحانه من إليه الشكوى وعليه التوكل و التسليم

وذكر الله هو مايدخل السرور للنفس البشرية فتشعر بالرضى عن الحاضر و لا تشعر بالحزن على الماضي

اللهم ارزقنا الرضى يااااااااااااااااااااااااارب

السلام عليكم
جزاك الله خيرا على التصويب والتنبيه والتذكير
نقلت الموضوع على عجل دون مراجعة
استغفر الله


 

رد مع اقتباس
قديم 22-02-2016, 08:54 AM   #4
ظل امرأة
المشرف العام
بقايا حنين


الصورة الرمزية ظل امرأة
ظل امرأة متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28828
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : اليوم (01:14 PM)
 المشاركات : 29,573 [ + ]
 التقييم :  357
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black


مننسى مصائبنا
بإيماننا الكبير بالله
وبالرضا والحمد على كل شيء

قدرنا بكل شيء مكتوب

قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا

والحمدلله دائما وابدا


شكرا عالطرح الجميل
بارك الله فيك اخي المسلاتي :)


 

رد مع اقتباس
قديم 08-03-2016, 10:46 AM   #5
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


بارك الله فيك يا المسلاتي


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا