المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

العصا والجزرة

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الصورة متحركة انتظر قليلا حتى يتحرك الحمار يرجع اصطلاح الجزرة والعصا لمفاهيم الإكراميات، حيث يكافئ المرء على أداءه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-03-2016, 10:44 PM   #1
المسلاتى
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية المسلاتى
المسلاتى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46734
 تاريخ التسجيل :  04 2014
 أخر زيارة : 19-02-2022 (09:06 PM)
 المشاركات : 1,381 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
Icon3 العصا والجزرة



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

defunes-ane.gif
الصورة متحركة انتظر قليلا حتى يتحرك الحمار

يرجع اصطلاح الجزرة والعصا لمفاهيم الإكراميات، حيث يكافئ المرء على أداءه في الوصول لهدف ما. ويرتبط هذا الاصطلاح، في الأدب الغربي، بقصة ولد راكب عربة يجرها حمار مشاكس، وحامل عصا طويلة مربوطة بحبل معلق عليها جزرة قريبة من فم الحمار. فكلما تحرك الحمار للأمام محاولا التهام الجزرة، تبقى الجزرة بعيدة عن فمه، فالغاية من هذه الجزرة تحريك الحمار بدون أن يستطيع الحصول عليها. ولو حاولنا أن نترجم هذه الاستعارة للغة دبلوماسية، لنجد بأنها تسيء للطرف الثاني باتهامه بأنه مشاكس، لأنه مختلف معنا في الرأي بسبب أن مصالحه تختلف عن مصالحنا. كما أن الجزرة لا يمكن أكلها فهي معلقة فقط لأغراء الطرف الآخر، بدون أن تحقق له مصالحه. وتستخدم الدبلوماسية الغربية هذا المصطلح عادة، لتعبر عن سياسة خارجية تكافئ فيها الدول النامية بالجزرة أو تعاقبهم بالعصا حسب سلوكهم المستقبلي. وترجع أصولها للمفاهيم القرون الوسطى الأوربية لفلسفة الثواب والعقاب للنفس البشرية الآثمة. ويرتبط اصطلاح الجزرة والعصا بنظريات علم النفس في القرن التاسع عشر، التي تعتقد بأن الجشع والخوف يحفزان البشر على زيادة الإنتاج. وقد استخدم الغرب هذه النظرية في مستعمراته وتجارته، وتستخدمه اليوم إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين، والذي انتقدها الصحفي الإسرائيلي تورن سيجي بقوله: "تضرب إسرائيل الفلسطينيين لكي تعطيهم درسا، وهي النظرية التي لازمت المؤسسة الصهيونية منذ ولادتها، والتي تؤمن بأن الإسرائيليين مثل للتطور والتنوير، ومتقدمين بالمنطق والأخلاقيات، بينما العرب فهم بدائيون رعاع، وأطفال جهلة، يجب تعليمهم وتدريسهم الحكمة بالعصا والجزرة، كما يعامل الحمار." ومع الأسف تستخدم هذه النظرية حتى اليوم في البيت والمدرسة والعمل والتجارة، فهل فعلا يلهم البشر حافز جشع المكافأة ويؤدبهم خوف العقاب، أم هناك واعز نفسي ذاتي للخير والإبداع؟ يناقش دانيل بنك في كتابه الجديد، "درايف،" نظرية تحفيز البشر بالمكافئات، ويبدأ حواره بتجربة لأستاذ العلوم النفسية في جامعة ويسكنسون الأمريكية، هاري هارلو في عام 1949، حيث اختار ثمانية قردة، ووضع كل واحد منهم في قفص، مع مفصلة يحتاج فتحها لثلاث خطوات، سحب المسمار ورفع الكلاب وفتح المفصلة. وقد بدأت القردة اللعب بالمفصلة واستطاعت تدريجيا فتحها، ومع نهاية الأسبوع الثاني نجحت ثلثي محاولاتهم في فتح المفصلة، وخلال مدة لا تزيد عن الستين ثانية. فما الذي شجع القردة على حل هذا اللغز؟ وهل كان هناك حافز ذاتي دخلي؟ وقد طور البروفيسور هذه التجربة، بتشجيع القردة بحافز خارجي، بحصولهم على الزبيب في كل محاولة ناجحة لفتح المفصلة. فهل فعلا تحسن أداء القردة بهذا الحافز الخارجي؟ لقد اندهش البروفيسور حينما وجد بأن حافز الزبيب الخارجي لم يحسن أداء القردة بل زادت المدة في فتح المفصلة وكثرت الأخطاء، وقد فسر ذلك بقوله: "استمتع القردة في حل اللغز كلعبة بحافز المتعة الذاتي الداخلي، وحينما قدم لهم حافز الزبيب الخارجي، تحولت متعة اللعبة لعمل، فتشوش حافز المتعة الداخلي، وأضطرب تركيزهم، مما أدى لضعف أداءهم. ويبقى السؤال المحير: ما الذي يحفز البشر على الإبداع؟ هل هو جشع الربحية والثواب أو الخوف من العقاب، أم متعة عمل الخير والإبداع؟" ومع الأسف لم يكمل البروفيسور هالو أبحاثه في هذا المجال، ليمر عقدين من الزمن قبل أن يتابعها عالم آخر. ففي صيف عام 1969 قام باحث بجامعة كارنيجي ملون الأمريكية يسمى، بديسي، باستخدام سبعة قطع مكعبات بلاستيكية، وطلب من فريقين من طلابه، بتشكيل مجسمات مختلفة من هذه المكعبات، خلال ثلاث جلسات، فترة كل منها ساعة واحدة وتفصلها عشر دقائق من الراحة. فقام الفريق الأول بهذه التجربة بدون توقع حافز مالي، بينما أخبر الفريق الثاني في اليوم الثاني بأنه سيدفع لهم حافزا ماليا لكل مجسم يصممونه، وفي اليوم الثالث توقف الحافز المالي بعذر قلة الميزانية. وقد راقب الباحثون من خلال لوح زجاجي سري سلوك الطلبة وتصاميمهم، ولم تختلف رغبة الفريقين وإبداعاتهم وسرعتهم في اليوم الأول. وحافظ الفريق الأول على نفس المستوى من الأداء والرغبة في الجلسات الثلاث بدون مقابل، بينما عانى الفريق الثاني في اليوم الثاني بعد معرفته بالحافز المالي من الارتباك والقلق، فبطئ أداءه وقل إبداعاه، وأصبح يومه الثالث يوما مملا بعد أن توقف الحافز المالي فزاد بطئه وساء إبداعاه. فلماذا ضعف الأداء وقل الإبداع مع الحافز المالي؟ فسر الباحث ديسي سلوك الطلبة بقوله: "حينما تستخدم النقود كحافز خارجي لكفاءة الأداء، يكون تأثيرها قصيرا ككافئين القهوة، كما أنه يحبط الواعز الذاتي الداخلي الطويل الأمد للخير والإبداع. فلدى البشر ميول وراثية للعمل الخير والبحث عن الإبداعات والتحديات الجديدة لزيادة إمكانياتهم في البحث والتعلم، وتختلف هذه الغريزة عن غريزة الحوافز الخارجية من جشع وخوف." وقد رفضت المؤسسات الأكاديمية والشركات هذه الأفكار في ذلك الوقت، واعتبرتها أبحاث خاطئة، فطرد ديسي من الجامعة وحورب في رزقه. واستمرت الجامعات والشركات الغربية تؤكد على أهمية الحوافز الخارجية القصيرة الأمد، ولم تتغير هذه الأفكار إلا في القرن الواحد والعشرين، حينما بدأت تحقق الشركات التطوعية نجاحات باهرة، وبعد أن عانى العالم من أزمة المؤسسات المالية لعام 2008. وقد ناقش الكاتب نظرية الحوافز الخارجية من خلال تجربتي موسعتي الأنكرتا الخاصة والوكيبيديا التطوعية بقوله: "تصور بأنك في عام 1995 وتسأل عالم اقتصاد عن فرصة نجاح قرص الموسوعة المعلوماتية "الانكارتا" لشركة مايكروسوفت الخاصة العملاقة، أمام موسوعة الوكيبديا المجانية، والتي يحررها متطوعون بحافز خدمة المجتمع، وطبعا سيكون الجواب فشل المشروع التطوعي ونجاح مشروع الربحية. وفي الواقع توقف مشروع شركة ميكروسوفت في العام الماضي، بينما تحولت الوكيبديا التطوعية لأكبر موسوعة على شبكات الانترنت خلال ثمان سنوات، وبها أكثر من 13 مليون موضوع وبحوالي 260 لغة. فما الذي حدث؟ وأين هي فرضيات حوافز الربحية القديمة؟" تطورت مفاهيم الحوافز الخارجية مع تطورات القرن العشرين، فقد أدخل المهندس الألماني فريدريك ونسلو تايلور نظرية الجزرة والعصا في إدارة الشركات، فوفر الحوافز لعماله حينما يديرون آليتهم بطرق صحيحة وعاقبهم على الأخطاء. ومع التطور العلمي والتكنولوجي وتقدم مهارات العمل التكنولوجية، واجهت نظرية الحوافز الخارجية مقاومة شديدة. فقد تطورت العلوم النفسية البشرية في منتصف القرن العشرين، ورفض أحد طلاب هاري هارلو، وهو البروفيسور أبراهام ماسلو، نظرية الجزرة والعصا، لاعتبارها السلوك البشري كسلوك الفئران، تبحث عن الحوافز الايجابية وتتجنب الحوافز السلبية، بل أكدت أبحاثه بأن الإنسان مخلوق يحفزه وازع ذاتي داخلي على الخير والإبداع بعد أن يضمن حاجيات بقاءه وأمنه. وأعجب بروفيسور جامعة أم أي تي، دوغلاس ماجريجر، بأفكار ماسلو فنقلها للبرامج الإدارية والتجارية في الجامعات، لتتطور إدارة الشركات، ويصبح اللباس والدوام أكثر مرونة، ويحصل العاملين على الاستقلالية في العمل والتدريب. كما تغيرت تدريجيا نظرية الربحية التنافسية لمفاهيم تطوعية وتعاونية، ولتصبح اللينوكس والوكيبيديا مثلا لإدارة القرن الواحد والعشرين. وقد درس كريم لبكاني، بروفيسور جامعة أم أي تي الأمريكية، الشركات التعاونية الجديدة، لمعرفة الأسباب التي أدت بحوالي 684 مشارك للتطوع للعمل في تطوير مصادر المعلومة المفتوحة، فأكد جميعهم على أهمية متعة الحافز الذاتي الداخلي والتي تبرز من خلال الإبداع في مشاريع خدمة المجتمع. وقد أدى ذلك لتطوير قوانين لشركات جديدة، فصدرت تشريعات أمريكية لأنظمة شركات قليلة الربحية ومحدودة المسئولية، والتي تعمل لربحية تهدف خدمة مجتمعية هامة. كمشروع بروفيسور محمد يونس للتجارة الصغيرة، الذي ساعد الفقراء لإنشاء شركاتهم الصغيرة، التي توفر المنتجات للمجتمع وتقلل البطالة والفقر فيه. كما طورت الدنمارك، بشراكة مع الأمم المتحدة، شبكة القطاع الرابع، والتي تروج لمنظمات تعتمد على نفسها اقتصاديا وتقدم خدمات مجتمعية. وطور الأمريكيون شركات "البي" والتي تؤكد أنظمتها على القيم البعيدة الأمد والخدمة المجتمعية والمحافظة على البيئة. ويعتقد الاقتصادي برونو فراي، الأستاذ بجامعة زيورخ، بأن مواطن القرن الواحد والعشرين "سيتحول لإنسان اقتصادي ناضج، تميزه حوافز اقتصادية مصقولة، وستصبح الحوافز الذاتية الداخلية مهمة جدا في النشاطات الاقتصادية، وسيقل تأثيرات حوافز ثواب الجزرة وعقاب العصا." ويستطرد دانيل بنك بقوله: "قد يحتاج العمل البسيط بخطواته الرتيبة، والذي لا يلزمه ماهرات خاصة، للحوافز والمراقبة، بينما سيحتاج عمل القرن الواحد والعشرين المرتبط بمهارات معقدة، لحوافز ذاتية داخلية يثيرها عمل الخير والإبداع. فقد تحول العمل من عمل لوغورثماتي يحتاج تنفيذه لخطوات رتيبة محددة، ويقوم به الإنسان للمحافظة على بقاءه، لعمل استكشافي خطواته مبهمة ونتائجه غير جلية ويحتاج للتعامل مع احتمالات مختلفة، لتؤدي لإبداع شخصي يحقق اكتشافات جديدة. فقد كان معظم عمل القرن العشرين عمل لوغراتمي خطواته واضحة ونتائجه متوقعة، بينما اليوم، في القرن الواحد والعشرين، وخاصة في الدول المتقدمة، أخذت تختفي هذه الأعمال وتحولت للخارج. وقد تفيد سياسة الجزرة والعصا في الأعمال البسيطة، ولكن ستكون نتائجها كارثية على المهن الاستكشافية، والتي تعتمد على الإبداع ومرتبطة بحوافز المتعة والرضا الداخلي."



من مفكرة سفير عربي في اليابان
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة المسلاتى ; 11-03-2016 الساعة 10:51 PM

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2016, 10:48 PM   #2
Lady sara
عضو موقوف
مثيرة للجدل


الصورة الرمزية Lady sara
Lady sara غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52717
 تاريخ التسجيل :  01 2016
 أخر زيارة : 05-07-2020 (05:27 AM)
 المشاركات : 3,941 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Blueviolet


موضوع جميل وطويل جدا دائما تعجبني مواضيعك 👍🏼👍🏼


 

رد مع اقتباس
قديم 12-03-2016, 12:34 AM   #3
أم البنوتات
عضـو مُـبـدع
[فصبر جميل]


الصورة الرمزية أم البنوتات
أم البنوتات غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52419
 تاريخ التسجيل :  12 2015
 أخر زيارة : 19-01-2017 (02:07 PM)
 المشاركات : 574 [ + ]
 التقييم :  12
 الدولهـ
Algeria
لوني المفضل : Forestgreen


كم أكره هذا الاسلوب في التربية

الله يعيننا على تربية أبنائنا كما يحب ربنا و يرضى


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا